لم تكن الصناعة الفيتنامية تعرف طريقها إلى العالمية من قبل، ولكن مع صعود شركات عملاقة مثل Vingroup، وبالتحديد في قطاع السيارات مع علامة فينفاست، بدأت البلاد تشهد تحولاً صناعياً كبيراً.
لم تنجح صناعة السيارات المحلية في فيتنام على مدى عقود في التغلب على التحديات الكبيرة التي واجهتها، حيث كان السوق صغيرًا، وكانت قدرات الإنتاج محدودة، وكانت هناك اعتمادية كبيرة على الشركات المصنعة الأجنبية. بالإضافة إلى انخفاض معدلات التوطين باستمرار، وافتقار سلاسل التوريد إلى التكامل، وكانت الشركات المحلية تكافح من أجل اكتساب الخبرة اللازمة للمنافسة العالمية. وكانت معظم السيارات إما مستوردة أو مجمعة محليًا بموجب تراخيص أجنبية. نتيجة لهذه التحديات، ظلت الصناعة المحلية مقيدة بقدرات محدودة، وعاجزة عن تحقيق نمو مستدام. الأمر الذي أدى إلى هيمنة السيارات المستوردة على السوق، مما قلل من حصة الشركات المحلية وأعاق تطورها.
ولكن مع ظهور فينفاست، تمكنت هذه العلامة التجارية الوطنية من تحقيق نجاح باهر في وقت قياسي، حيث تصدرت مبيعات السيارات في البلاد خلال الأشهر العشرة الأولى من العام. ويمثل هذا الإنجاز دليلاً قاطعاً على قدرة الكيانات الفيتنامية على قيادة التحول الصناعي وتحقيق التنافسية العالمية.
في عام 2017، أطلقت مجموعة Vingroup علامة فينفاست للسيارات، حاملةً في طياتها طموحاً وطنياً ببناء علامة تجارية قادرة على المنافسة على الساحة العالمية. وفي غضون 21 شهراً فقط، تمكنت الشركة من إنجاز معقد صناعي متطور على مساحة تزيد عن 335 متر مربع في مدينة هاي فونج. وقد شهد معرض باريس للسيارات عام 2018 إطلاق أول طرازين للعلامة التجارية، وهي سيارة سيدان وسيارة دفع رباعي، مما فتح فصلاً جديداً في المشهد الصناعي للبلاد.
يُذكر أن فينفاست شهدت تحولاً سريعاً نحو السيارات الكهربائية، مواكبة بذلك الاتجاهات العالمية نحو الاستدامة. واليوم، تهيمن تشكيلة سيارات فينفاست الكهربائية على السوق الفيتنامي، بينما تستمر توسعاتها الأخيرة في الأسواق الدولية، بما في ذلك أسواق الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاريع Vingroup في مجال صناعة السيارات وغيرها من المجالات التكنولوجية والصناعية تُمثل تحولاً نوعياً في المشهد الاقتصادي الفيتنامي، حيث تسعى البلاد إلى ترسيخ مكانتها كقوة صناعية إقليمية. وهي خطوة محورية تهدف إلى دفع عجلة التنمية وتحويل فيتنام إلى مركز للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.
إن ظهور شركة مثل فينفاست في المشهد كان بمثابة محرك رئيسي للنمو الاقتصادي على مستوى فيتنام، وذلك من خلال المنافع المتعددة. حيث تشير الأبحاث إلى أن كل وظيفة في قطاع تصنيع السيارات تخلق ما يقارب 14 وظيفة غير مباشرة من خلال طلب الموردين وزيادة الإنفاق المحلي. [1].
هذا التأثير التراكمي قد أعاد تنشيط الاقتصادات المحلية ودعم الصناعات المساعدة وساهم بشكل كبير في ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الفيتنامي. كما أصبح مجمع تصنيع فينفاست في هاي فونج الوجهة الصناعية الأبرز في فيتنام، حيث يعمل على تعزيز شبكة متنامية من الموردين والصناعات المساندة.
ولعل من أبرز إنجازات الشركة هو دورها المحوري في نقل المعرفة التكنولوجية المتقدمة إلى الأراضي الفيتنامية. فمن خلال شراكاتها الاستراتيجية مع كبرى شركات الهندسة العالمية وتبنيها لأحدث التقنيات التصنيعية، استطاعت فينفاست أن ترفع من مستوى الصناعة المحلية إلى آفاق جديدة، مما جعلها نموذجاً يُحتذى به في قطاع الصناعة.
تُظهر Vingroup، من خلال تنوع استثماراتها، التزامها بالابتكار والتكيف مع متطلبات الاقتصاد العالمي المتغير. فبعد نجاحها في قطاع العقارات، توجهت الشركة نحو الصناعات التكنولوجية، وخاصة صناعة السيارات الكهربائية، مما يعكس رؤيتها الاستشرافية للمستقبل. وتعتبر فينفاست العمود الفقري لهذه الاستراتيجية، حيث تلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف الشركة الطموحة.
بفضل فينفاست، أصبحت فيتنام رائدة في مجال الابتكار الصناعي، حيث تجاوزت مجرد متابعة الاتجاهات العالمية، وقد أثبتت الشركة أن بإمكانها تطوير صناعات متطورة وبناء علامات تجارية عالمية. وتُعد فينفاست مثالاً يحتذى به للشركات الناشئة في الدول النامية، حيث تُظهر كيف يمكن للرؤية الاستراتيجية والعمل الجاد أن يحولا الأحلام إلى واقع.